هناك عبارة نقشت باليونانية القديمة على واجهة معبد دلفي بأثينا . تقول : اعرف نفسك . وهي العبارة التي جعلها الفيلسوف سقراط بعد ذلك شعارا لفلسفته . إذ حاول جاهدا أن يعرف نفسه وان يساعد الآخرين من حوله على أن يعرفوا أنفسهم . وبعد قرون عديدة رفع علماء التحليل النفسي الشعار وقالوا : ( إن معرفة النفس والصدق معها بداية لشفائها من متاعبها وبداية ضرورية على طريق الصحة النفسية ) فهل حاولت أن تشاهد نفسك عن قرب ؟ وهل بحثت عن الإنسان الأخر بداخلك ؟ وهل تعرفت إلى نفسك ؟ الفرص أمامك لتعرف ما ترح به نفسك من عيوب قبل أن تدرك ميزاتك وحسناتك . بل من الأفضل أن تشعر بعدم امتلاكك أي مميزات . ما يؤجج رغبتك بتحسين نفسك باستمرار لتبدأ بجلسة طويلة مع النفس قد تكون الخطوة الأولى إلى الاستقرار النفسي وتحسين الذات والتخلص من العيوب . إنها لحظة المواجهة الصادقة مع النفس التي يمكن أن تغير مجرى حياة الإنسان ونظرته إلى الحياة وعلاقته بالآخرين . فهل تقدر على هذه المواجهة وتحمل تبعاتها ؟ وهل لديك الشجاعة الكافية لان تزيل القناع الزائف وتصارح نفسك بكل عيوبك . وتقبل نقد وآراء الآخرين ؟ إن الهدف نبيل ويستحق العناء والمخاطرة للوصول إليه . فإذا خلعت الأقنعة يجب أن تكون لديك القدرة لاتخاذ القرار الشجاع للتمسك بالوجه الحقيقي الصادق ومواجهة حياة جديدة بلا أقنعة . سوى الرغبة الصادقة في التخلص من أثقال الماضي.
احترامى للجميع
فهد يوسف