[b]تعريفُ الحُبِّ
خَبَرْتُ الحُبَّ مُذْ مُلِّكتُ شاني ** وَعِشقَ الفاتناتِ مِنَ الغواني
فَكُلُّ قَصائدي لِلحُبِّ فيها ** أريجُ الوَردِ في خُضْلِ الجِنانِ
أرادَت أن أُعرِّفَهُ مَهاةٌ ** وَتَحسَبُ أن ذا طَوْعُ اللّسانِ
يهون عليَ تحبير القوافي ** ويبلغ أينما أبغي لساني
وأقتادُ المعانيَ نافراتٍ ** وأصفحُ ذاهلا عما عصاني
يُعاصيني على دأبٍ وجهدٍ ** ويُقبلُ طائعا مِلكَ البَنانِ
ولكن ما سألتِ اليومَ أمرٌ ** يَهُمُّ فلا يُمَلَكُّهُ عِناني
فَتَعريفُ الهوى أمرٌ عَسيرٌ ** يَجِلُّ عَن الفَصاحَةِ والبيانِ
نُجَرِّبُهُ وَيَقْتُلُنا اختِبارًا ** وَيُفلِتُ ليسَ يَثبُتُ لِلعِيانِ
أرادَت أن أُعَرِّفَهُ اختِصارًا ** ببيتينِ اختبارًا لافتِناني
وَكَيفَ يُعَرِّفُ الأحزانَ طُرًًّا ** وأفراحَ البرايا تَوأمانِ
وَكُلُّ قَصيدَةٍ مُذْ كانَ شِعرٌ ** مُقارَبَةٌ لِمَعناهُ المُداني
يُداني ثُمَّ لا يُعطي لِجامًا ** وَيَقْرُبُ وَهوَ يُبلِغُ في الحِرانِ
وَأُشفِقُ أن يَصيرَ الى ابتذالٍ ** بِتَعريفٍ وَيوسَمَ بامتِهانِ
أجَلَّ الغَيْبَ أنَّ الغَيبَ سِرٌّ ** يُفَتِّقُ لِلوَرى شَتَّى المَعاني
وبعضُ حقائقِ الاكوانِ لغزٌ ** يَدِقُّ فلا يُقَيَّد ُ بالزمانِ
ولو كلُّ الحقائقِ كان حِلاًّ ** لغابَ عن الورى سحرُ الأماني
دَعيهِ فَإنَّما التَّعريفُ قَيْدٌ ** وَما لِلحُبِّ جَرْيٌ في عِنانِ
فَلَم يَزَلِ الهَوى يَجري طَليقًا ** وَيَخْتَصِرُ الخُلودَ لَهُ الثَواني
دَعيهِ فَلَيسَ لِلحُبِّ اختِصارٌ ** وَلا التَّعريفُ يَدنو لِلمُعاني
وَفي بَعضُ السُّكوتِ جَلاءُ أمرٍ ** تُقصِّرُ عَنهُ أفذاذُ المَعاني
أيا "وَلاّدَ" إنَّ "أبا وَليدٍ" **أجابَ, فَهل شَفَى رَيْبَ الجَنانِ ؟؟